يعتبر كتاب "الأيديولوجية الصهيونية" لد. عبد الوهاب محمد المسيري، مصدرًا لا غنى عنه لكل مهتم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأبعاد الأيديولوجية الصهيوني. وهو مرجعًا شاملًا لكشف جذور الفكر الصهيوني وتاريخه، وتحليله العميق من منظور اجتماعي وفكري. يقدم الكتاب فهمًا جديدًا حول العلاقة بين الصهيونية واليهودية، وتاريخ الاستعمار الصهيوني في فلسطين، مع تسليط الضوء على المفاهيم السياسية والدينية التي شكلت هذه الأيديولوجية.
لا تحاول هذه الدراسة أن تركز على بعض جوانب الأيديولوجية الصهيونية مستبعدة بعضها الآخر كأن تركز على الجوانب الدينية دون الاقتصادية، أو الجوانب السياسية دون الوجدانية، أو على علاقة الصهيونية بالعرب دون اليهود وإنما تطمح أن تكون دراسة شاملة ومنهجية، بمعنى الكلمة، تتناول الأيديولوجية الصهيونية من جميع جوانبها.
وإذا كان هناك جديد في هذه الدراسة، فهو هذا الجانب منها.
ويمكن أن تُعتبر هذه الدراسة أيضًا دراسةً في علم اجتماع المعرفة، تستخدم الأيديولوجية الصهيونية حالةً للدراسة.
وعلم اجتماع المعرفة هو العلم الذي يتناول علاقة الأفكار بالمجتمع، وكيف تتشكل هذه الأفكار، وكيف يتبنى بعض الأفراد مجموعة من الأفكار المحددة المشتركة ليكونوا جماعة إنسانية لها فهم خاص ورؤية خاصة تحدّد سلوكهم السياسي، وكيف تتحقق وتتشكل وتتعدل هذه الأفكار بعد ذلك خلال الممارسة السياسية، وكيف تواجه التحديات التي تنشأ من داخل النسق الفكري ذاته ومن خارجه، وما هي نتائج هذه التحديات.