main-logo

We specialize in the publishing and distribution sector, by providing everything necessary for the knowledge seeker

اوديسا الصورة في الفن والدين والتقنية

محمد شوقي الزين

3.07 USD
VAT Inclusive

تأليف : محمد شوقي الزين

دار ابن النديم للنشر والتوزيع ودار الروافد الثقافية ناشرون،

عن الكتاب:

دام «سُلطان الأفكار» أكثر من 2500 سنة بفعل هيمنة اللغة والمنطق بوصفهما الدعامة المادية والآلية للفكرة، فهل «سُلطان الصورة» حلَّ منذ نهاية القرن التاسع عشر، أي منذ اكتشاف دعامات الصورة مثل الآلة الفوتوغرافية، ثمَّ السينما، وأخيرًا العالم الافتراضي والسبراني، والذكاء الاصطناعي؟ في الواقع، كانت الصورة موجودة على مرّ العصور، لكن كانت هائمة وتائهة، ومطرودة من مملكة الأفكار، وكانت مجرَّد خادمة للأفكار، وارتحلت من مجال التَّوازن والانسجام الذي تُمثّله هندسة الأفكار مثل المنطق والاستدلال إلى مجال الغموض والاضطراب الذي يُمثّله الخيال. هذا يُفسّر لماذا كان سُلطان الفكرة مهيمنًا من أفلاطون إلى المنعطف اللغوي مرورًا بديكارت، لأنَّ الرهان هو الأفكار النَّاصعة، والبديهية، واليقينية التي من ورائها أو انطلاقًا منها يكون بلوغ الحقيقة؛ وهذا ما لا توفّره الصورة بسبب التمثُّلات العابرة، والتخيُّلات الطَّائشة، والخواطر المتسارعة، والتي هي أقرب إلى الأدب من أجل الإثارة والتَّخييل، وأقرب إلى الفن عندما تتجسَّد في المنحوتات واللَّوحات الزَّيتية. غير أنَّ الصورة لا تُقارَب بالمفرد، بل بالجمع. الصورة هي «صُوَر» ودرجات هذه الصور تقترب من الفكرة أو تبتعد عنها تبعًا لطبيعتها المماثلة أو المخالفة. الصور المتخيَّلة أو نتيجة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات هي بعيدة عن الفكرة؛ لكن الصور الذهنية المتمثَّلة هي قريبة من الفكرة، ولم يكن بإمكان أفلاطون أن يشرح «أمثولة الكهف» ما لم يُتح لنا تمثُّل هذا الكهف بأشخاصه، وأشيائه، ورموزه، وأورده في حبكة سرديَّة تقتضي التَّصوير. يكفي أن نُحوّل اللغة السَّردية أو المحكيَّة إلى رسومات وألوان لنفهم الدَّور الفلسفي، والتَّربوي، والتَّكويني الذي تلعبه الصورة في «تجسيد» المجرَّد، بإعطاء الفكرة المجرَّدة، والشفَّافة، والخالصة قالبًا ماديًّا ولباسًا ملموسًا هو الألوان والخطوط، لنرى بالعين ما يتعسَّر إدراكه بالعقل، نظرًا لشفافيته المفرطة أو لتعقيده المركَّب.

3.07 USD
Add to cart
Products you may like