المؤلف: عبدالعزيز محمد ال عبداللطيف الناشر: مركز آفاق المعرفةليسَ بينَ الخالقِ نسبٌ إلّا محضَ العبوديّةِ من العبدِ، فكلّما كمَّلها قرُبَ العبدُ إليهِ، وبقدرِ تكميلِ العبوديّةِ تكملُ محبّةُ العبدِ لربّهِ، وتكملُ محبّةُ الرّبِّ لعبدهِ، وقد نبّهَ ابن تيميّة على عظمِ مقامِ العبوديّةِ للّهِ، وعلى شرفِ هذهِ الغايةِ الّتي خلقَ اللّهُ الخلقَ لها، وأرسلَ الرّسلَ وأنزلَ الكتبَ للدّعوةِ إليها وبيانها، وإنَّ لابن تيميّة عدداً من المسائلِ والأجوبةِ المتعلّقةِ بالعبادةِ ومسائلها، ومنها هذهِ الرّسالةُ الشّريفةُ الّمطويّةُ بينَ صفحاتِ كتابنا، والّتي تحدّثَ فيها عن جملةٍ من القضايا المتعلّقةِ بحقيقةِ العبوديّةِ، وفي هذا التعليقِ الحافلِ عليها عملَ المؤلِّفُ الدّكتورُ عبْدِ اللّطيفِ على كشفِ مضامينها، وتجليةِ قضاياها، وضمِّ النظيرِ إلى نظيرهِ من تقريراتِ شيخِ الإسلامِ رحمه اللّه تعالى، فكانَ للكتابِ مكانةً عظيمةً ومنزلةً رفيعةً بينَ الكتبِ الإسلاميّةِ الّتي تعودُ بعظيمِ المنفعةِ والفائدةِ الجليلةِ على مجتمعِ القرّاءِ المسلمِ، فإنَّ اللّهَ جلَّ وعلا جعلَ في كمالِ العبادةِ الأمنَ والأمانَ منوطاً بتحقيقها، ومكمّلاً بتكميلها.
