تاريخ فشل إسرائيل في تحقيق السلام!
محمد شهيد عَلَم
ترجمة: مصطفى هندي
"منذ اللحظة الأولى، كان لدى دولة إسرائيل متفجراتٌ موقوتة مزروعة في أسس بنائها، هذه المتفجرات هي شكاوى مئات الآلاف من النازحين العرب".
إسحاق دويتشر (Isaac Deutscher)، 1954([1])
"ألا يجب على هؤلاء [الفلسطينيين] الذين تم إجلاؤهم أن يحافظوا على سلامهم ويقبلوا بهدوء ما حل بهم؟ هلّا كفوا عن محاولة استعادة ما أُخذ منهم بالقوة؟ ومن يدري، إذا لم يكفوا عن ذلك، أن يصبحوا هم المدعون والقضاة".
إسحاق إبشتاين (Yitzhak Epstein)، 1907([1])
"أما عن الحرب ضد اليهود في فلسطين... فقد كان واضحًا قبل عشرين عامًا أنه سيأتي اليوم الذي يقف فيه العرب ضدنا".
آحاد هعام (Ahad Ha’am)، 1911([2])
"السؤال هو: هل نجرؤ على غزو فلسطين الآن بالحديد والنار كما فعل يوشع في عصره؟".
يهودا ليون ماجنيز (Judah L. Magnes)، 1929([3])
"يتنبأ المنطق التاريخي بالتفكك النهائي للدولة اليهودية؛ فإن القوى من حولنا عظيمة جدًّا، وهناك إرادة قوية لإبادتنا، وفرصنا في النجاة ضعيفة للغاية".
بيني موريس (Benny Morris)، 2008([4])
قلة من الصهاينة ينكرون العنف المتصاعد الذي ساعد على بناء المغتصبات الاستيطانية اليهودية في الشرق الأوسط، لكنهم غالبًا ما يلفتون انتباه العالم إلى أن العرب هم مصدر هذا العنف لرفضهم لإسرائيل، بالإضافة إلى ذلك فهذا الرفض العربي لإسرائيل متجذر في عدائهم الديني القديم ضد اليهود.
ولَّدت الحركة الصهيونية في فلسطين عنفًا متأصلًا بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين؛ فمنذ عام 1948، كثيرًا ما حرّض هذا العنف إسرائيل ضد الفلسطينيين وجيرانها العرب؛ وكثيرًا ما جرّ المجتمعات الغربية -وخاصة الولايات المتحدة- إلى توسيع وتعميق الصراعات مع العالم الإسلامي، وأطروحة هذا الفصل -وفي الواقع هذا الكتاب- تُبيِّن أن تاريخ هذه الدوائر المتصاعدة باستمرار من الصراع وعدم الاستقرار هي مكوّن أساسي للفكرة الصهيونية نفسها؛ فعدم الاستقرار والعنف جزء لا يتجزأ من الصهيونية؛ إنه يتدفق من منطقها الداخلي، وليس مجرد سمة عارضة لها.
ربما يثير دهشتك العلم بأن قلة من الصهاينة الأوائل قد حذّروا من العواقب الهدامة والمزعزعة للاستقرار التي يحمل بذورَها مشروعُهم الاحتلالي؛ فلم يستطيعوا تجاهل المخاطر الجسيمة الكامنة في المشروع الصهيوني حين انطلقت المقاومة الفلسطينية ضد احتلال أراضيهم، وقد بدأ هذا في وقت مبكر، ومع ذلك، فضّل الصهاينة استبعاد هذه المخاوف مقتنعين بأن "السكان الأصليين" يفتقرون إلى الإرادة والتنظيم والموارد اللازمة لإفساد المخطط اليهودي، وانخرطوا في مناقشات مكثّفة ومركّزة حول مشروعهم الاحتلالي -وتحديدًا حول كيفية إنجاحه-، إلا أنهم لم يطوّروا "نظرية متماسكة للتعامل مع العرب" تقوّم موضوعيًا رد الفعل العربي على الصهيونية، أو كيفية التعامل معه، وربما شعروا أن هذا غير ضروري. كتب إسحاق إبشتاين (Yitzhak Epstein) عام 1907: "إنه لعارٌ أن هذا لم يحدث حتى الآن؛ لم يُقدَّم أي شيء على الإطلاق في هذا الصدد [مسألة الموقف اليهودي تجاه العرب]؛ حتى الآن لم يكرّس يهودي واحد نفسه لدراسة هذا الموضوع، حتى لكأننا أُميُّون بالكامل تجاه أي شيء يتعلق بالعرب، وكل معرفتنا بهم هي من قبيل الحكمة الشعبية (folk wisdom)"([5])، ويعتقد الصهاينة الأوائل -حسب مقالة آحاد هعام (Ahad Ha’am) في عام 1891- أن "العرب كلهم ليسوا إلا مجموعة من البدو الهمج الذين يعيشون مثل الحيوانات ولا يفهمون ما يحدث من حولهم"([6])، لماذا نقلق بشأن هؤلاء "الهمجيين"؟ بالتأكيد سوف يجرفهم التقدّم الحضاري المذهل الذي كان المستوطنون اليهود يقدمونه إلى المنطقة، في مناسبات أخرى -عندما أصبح الصهاينة على علم بالمقاومة العربية الأولية- فضّلوا تجاهل مخاوفهم بمجرد الأماني؛ واعتبروا أن مقاومة الفلسطينيين ستكون عابرة؛ فبمجرد أن يبدأوا في جني فوائد الاحتلال اليهودي -من ارتفاع أسعار الأراضي وفرص العمل الجديدة- لن يترددوا في الترحيب بالمستوطنين([7]).
أراد الصهاينة -بشكل عام- الاعتقاد بأن الفلسطينيين ليسوا شعبًا، ولم يكن لديهم ارتباط بأرضهم، ولا هوية وطنية، ولا تطلعات قومية؛ ومن ثمّ يمكننا أخذ أرضهم منهم، والمفارقة في كل هذا واضحة؛ فاليهود -الذين لم يكونوا شعبًا بعد؛ لأنه لعدم امتلاكهم أرض يمكنهم أن يدعوا أنها أرضهم- أكدوا أن الفلسطينيين -الذين لديهم أرضهم- ليسوا شعبًا. إن هذا الخداع الفجّ ليس له سوى نهاية واحدة؛ يمكن لشعب بدون أرض أن يسرق أرض شعب آخر.
حاول الصهاينة سلوك حل دبلوماسي للتغلب على المقاومة الفلسطينية؛ فقد طلبوا المساعدة من القوميين العرب الناشئين الذين كانوا يحلمون باستعادة تراثهم المجيد من العصر العباسي، وساوموهم على التضحية بفلسطين مقابل ترويج القضية العربية في محافل القوى العظمى، وستكون التضحية صغيرة من أجل هدف أسمى وهو إنشاء مملكة عربية تمتد من المغرب إلى العراق، وبيَّن الصهاينة للقوميين العرب أن المراكز التاريخية للحضارة العربية تقع في بغداد ودمشق والقاهرة، وليس في القدس؛ فلماذا يتذمر العرب من خسارة القدس إذا كان هذا سيحقق حلمهم في استعادة الإمبراطورية العربية القديمة؟([8])، وقد لاقت مساعي الصهاينة الأولى بعض النجاح، ففي مؤتمر فرساي عام 1919 أقنع حاييم وايزمان (Chaim Weizmann) الأمير فيصل -الزعيم الرئيسي للثورة العربية ضد العثمانيين- بالتنازل عن فلسطين للصهاينة؛ وعندما اضطر لمواجهة الغضب العربي تجاه هذا التنازل عن الأراضي الإسلامية، جعل الأمير فيصل اتفاقه مع الصهاينة مشروطًا بإنشاء المملكة العربية التي سعى إليها هو وعائلته([9])، وكان هذا الاتفاق المشروط قصير الأجل فقد فسخ الأمير صفقته مع الصهاينة، رضوخًا لضغط القوميين العرب.
لم يتمكّن الصهاينة من التشبث بخيالاتهم في إقامة دولة يهودية في فلسطين دون عنف؛ وأول طعنة في هذا الخيال جاءت من الجناح اليميني للحركة الصهيونية، فقد رفض زاييف جابوتنسكي (Ze’ev Jabotinsky) - في مقاله الذي أرسى فيه أسس التيار الصهيوني الجديد عام 1923- الرواية القائلة بأن الفلسطينيين سوف يتنازلون طواعية عن حقوقهم التاريخية في فلسطين، وكتب أن العرب "سيقاومون المستوطنين الأجانب طالما لديهم بصيص أمل في منع تحوّل ’فلسطين’ لأن تصبح أرض إسرائيل"، ورأى جابوتنسكي أن التغيير في الاستراتيجية الصهيونية المعلنة أمر حتمي، وسيتعين على الصهاينة –لأجل الانتصار- وأد "بصيص الأمل" العربي؛ وإذا لم يستطع الصهاينة شراء موافقة العرب، فهزيمتهم حتمية، وستستمر عملية الاستيطان -على حد تعبير جابوتنسكي- "تحت حماية القوة التي لا تعتمد على رضا السكان المحليين، وسيوضعون خلف جدار حديدي سيكونون عاجزين عن تحطيمه"([10])، وما فعله جابوتنسكي هو أنه أخرج إلى العلن ما كان متضمنًا دائمًا في الفكرة الصهيونية -وبالتأكيد في تفكير القيادة الصهيونية، فعلى الرغم من موقفهم المعلن، إلا أنهم دائمًا ما كانوا يعرفون ما يدعو جابوتنسكي إلى الاعتراف به علانية.
لم يكن استخدام العنف ضد الفلسطينيين -بالنسبة للصهيونية- خطة بديلة يلجأ إليها عند الحاجة، بل هو الخيار الوحيد المرشّح للنجاح، فكان الصهاينة مستعدين دائمًا لمواجهة الفلسطينيين؛ سواء كان ذلك بدعم أو بدون دعم بريطاني، في السر أو في العلن، وعندما جاءت الفرصة عام 1948 حقّق الصهاينة أهدافهم بالكامل تقريبًا؛ فهزموا جيوش خمس دول عربية بدائية، وأنشؤوا دولة يهودية في 78٪ من فلسطين بعد طرد معظم سكانها العرب، كما استولوا -في أكتوبر 1956- على سيناء في ضربة خاطفة، مستفيدة من التخطيط البريطاني والفرنسي للاستيلاء على قناة السويس، وفي حرب حزيران/يونيو 1967 ألحقت إسرائيل هزيمة ساحقة بثلاثة جيوش عربية، واحتلت بقية فلسطين وسيناء ومرتفعات الجولان؛ وتضاعفت مساحتها في هذه العملية أربع مرات، وكان ذلك بعد مرور أقل من عشرين عامًا على إنشائها، والأهم من ذلك، أنهم وجهوا ضربة موجعة إلى أوهام ووعود القومية العربية، التي كان يفترض أنها في أوج قوتها، وعلى الأرجح لم يتعافى القوميون العرب من هذا الخزي أبدًا.
لكن بالرغم من هذه النجاحات المدويّة، فشلت إسرائيل في تحقيق الحياة الطبيعية لسكانها؛ فهل من الممكن أن الإسرائيليين لم يلاحقوا حلم الحياة الطبيعية لأن ذلك لا يخدم مصالحهم؟
يعترف العديد من الإسرائيليين الآن صراحة بأن شيئًا ما قد خرج عن السيطرة ولم يعد يسير كما كان مخططًا له؛ فقد انخرط الإسرائيليون في جولتين ضخمتين من عمليات التطهير العرقي في عام 1948 وعام 1967، وألحقوا الهزيمة بالعرب مرارًا وتكرارًا في المواجهات العسكرية في الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973، وازداد عدد السكان اليهود في إسرائيل بأكثر من ثمانية أضعاف منذ تأسيس الكيان المحتل في عام 1948، وقد أظهروا قدرتهم على مهاجمة أهداف عربية في الضفة الغربية وغزة والعراق وسوريا ولبنان وتونس دون عقاب، كما حصلوا على دعم أمريكي غير مشروط لمشروعهم الاحتلالي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم يواصلون خنق الفلسطينيين في هذه المناطق([11])، وصمموا أكبر دعم مالي وعسكري مستمر من دولة إلى أخرى في التاريخ، ولديهم واحد من أقوى الجيوش في العالم، مزود بأسلحة حديثة من ترسانة الولايات المتحدة، كما يسيطرون على أسلحة نووية، وعلى أسطول من الغواصات القادرة على إطلاق الصواريخ الباليستية، ويحظون بدعم غير مشروط من الشتات اليهودي، أقوى وأكثر تنظيمًا من أي وقت مضى. ومنذ سنوات عديدة وإسرائيل تدفع العرب إلى الحافة وهم مستعدون للاعتراف بإسرائيل والمقايضة بالسلام، ومع ذلك، رفض الصهاينة هذا العرض -بازدراء- مرارًا وتكرارًا، ومع هذه المزايا الهائلة التي يتفوقون بها على العرب، فإن الإسرائيليين يريدون المزيد، ويسعون لأن تكون إسرائيل الدولة الوحيدة التي لديها قدرة عسكرية في المنطقة، ويبدو أن الإسرائيليين لن يشعروا بالأمان على الإطلاق ما لم يفكك العرب الأذرع العسكرية لدولهم.
إن الإسرائيليين يخشون السلام أكثر بكثير مما يخشون الحرب؛ إن السلام مع العرب من شأنه أن يهدم مساعيهم الدؤوب لإثبات أنهم "الحليف والأصل الاستراتيجي" الأهم للولايات المتحدة، فلم يشعر الإسرائيليون بالأمان في المكان الذي حلموا به كملاذ آمن ليهود العالم؛ وفي نفس الوقت لا يزال يتعين على إسرائيل التحرر من الاعتماد شبه الكامل على القوى الغربية، وبرغم تضييقهم الخناق على الفلسطينيين، فقد فشل الصهاينة في وأد "بصيص الأمل" الفلسطيني، وعندما اختار الإسرائيليون منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية وكلفوها بالإدارة السياسية للضفة الغربية وقطاع غزة، حملت حماس -الأكثر راديكالية- راية النضال الفلسطيني، وإن الجماعات الأكثر نشاطًا من حماس تنتظر الفرصة، وهي مستعدة لتحلّ محلّها إذا ضعفت عزيمتها تحت الحصار الإسرائيلي، ولذلك لا يرى الإسرائيليون نهاية في الأفق لحالة شذوذهم، فمستقبلهم لا يزال محفوف بالمخاطر.
لماذا فشلت انتصارات إسرائيل -ولا أحد يشكك في ضخامة هذه الإنجازات- في بث الثقة في قدرتها على البقاء على المدى الطويل؟ لماذا تستمر المجتمعات العربية في حرمان إسرائيل من "الحق في الوجود"؟
لا تزال إسرائيل منخرطة في تدمير جيرانها، بعد أكثر من ستة عقود على إنشائها -ستة عقود من المكاسب العسكرية والإقليمية والديموغرافية والاقتصادية المثيرة للإعجاب-، وتحاول تجميل طابعها التدميري بحجة تثبيت الأمن في الظاهر، لكن هدفها الحقيقي هو القضاء على الجيوب الأخيرة من المقاومة ضد هيمنتها، وهي مصرّة على إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وعازمة على تحويل الدول الحالية إلى دويلات صغيرة غير ذات سيادة، وأكثر تبعية من اعتماد الأوليغارشية (oligarchies) الموجودة في إسرائيل على القوى الغربية من أجل بقائهم، وتقوم إسرائيل الآن -بعد هزيمة جميع خصومها العرب تقريبًا، وبعد حملة ناجحة لدفع الولايات المتحدة لغزو العراق واحتلاله، وبعد تدمير لبنان في حرب جديدة في يوليو 2006- بحثّ الولايات المتحدة إلى إطلاق آلة الحرب ضد إيران، واستخدام الأسلحة النووية -إذا لزم الأمر- لتدمير منشآتها النووية، كما تستمر إسرائيل في سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين ببطء، وتستعد طوال الوقت لبدء جولة نهائية من التطهير العرقي لإنهاء المهمة التي بدأتها في عام 1948، وتنظر الشعوب في كل مكان -باستثناء الولايات المتحدة- إلى إسرائيل على أنها الدولة القمعية والعنصرية، وراعية الفصل العنصري في العالم. وكما قال هوغو بيرجمان (Hugo Bergmann) -الفيلسوف اليهودي الشاب من براغ في عام 1919- لقد شيّد اليهود دولتهم بخيانة المُثُل اليهودية([12]).
باختصار، لم يعالج إنشاء إسرائيل "المسألة اليهودية"، ولم يتغير أي شيء سوى موقعها وشكلها واسمها. لقد تصارع الأوروبيون -منذ فترة طويلة- مع ما أسموه "المسألة اليهودية"؛ وربما نجح النازيون والصهاينة -دون قصد- في تحويل "المسألة اليهودية" إلى "المسألة الصهيونية"، وبسبب هذا التحوّل، حلّت "المسألة الصهيونية" العالمية الآن محل "المسألة اليهودية" الأوروبية، وينتظر العالم الآن -بصبر نافذ- أن تقوم إسرائيل بخطوتها التالية المهمة؛ ويترقّب في قلق أن تكون حركتها التالية الكبرى مدفوعة بروح الإنسانية، لا جنون العظمة؛ مما يعني أنها ستعترف بحقوق جميع الفلسطينيين؛ وستُصلح الأخطاء التي ارتكبتها في حقهم بنفس الروح التي سعى بها اليهود وحصلوا على تعويضات عن الأخطاء التي ارتكبها النازيون في حقهم، ومع ذلك، لا أحد -بناءً على تقييم رصين للسجل الإسرائيلي- يتوقع أن تكون إسرائيل -في أي وقت قريب- مستعدة لتقديم هذا النوع من التنازلات التاريخية التي فكّكت الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وحملت السود والبيض في تلك الدول نحو المصالحة والسلام، وقد يجادل البعض أن إسرائيل قد تجاوزت النقطة التي يمكن أن تقدم فيها مثل هذه التنازلات العميقة؛ فقد وقعت في شراك منطقها الهدّام، وغدا حلم نزع استخدام القوة من معادلة حل مشاكلها كابوسًا، والزمن -وحده- هو ما سيحدد إن كان الأمل سيسود أم اليأس، وهل ستختار إسرائيل مسار العقل أم ترتكب نفس الأخطاء الفادحة على طريق الحروب.
-----------------------------------------------------------
[1] - ولد المؤرخ الماركسي إسحاق دويتشر (Isaac Deutscher) (1907–1967) في بولندا عام 1907، وانتقل إلى إنجلترا عام 1939 حيث عمل لدى صحيفتي (The Economist) و(The Observer). انظر:
Deutscher, “Israel’s Spiritual Climate,” 30.
[1] -Shatz, Prophets Outcast, 40.
[2] - كتب آحاد هعام (Ahad Ha’am) -بعد زيارة لفلسطين عام 1891- أن المستوطنين اليهود "يعاملون العرب بعداء وقسوة، ويحرمونهم من حقوقهم، ويسيئون إليهم دون سبب، بل يفخرون بهذه الأعمال، ولا أحد منا يعارض هذا الأسلوب الخسيس والدنيء":
Rejwan, Israel in Search of Identity, 9.
[3] -Kushner and Solomon, Wrestling Zion, 18.
[4] -Horowitz, “Editor’s Notes.”
[5] -Shatz, Prophets Outcast, 51.
[6] - في رسالة إلى حاييم وايزمان، اشتكى يهوذا ماغنز (Judah Magnes) من أنه "للأسف، لا يزال ما يقرب من نصف عرب فلسطين رعاعًا، وقادتهم هم من ضعاف العقول". انظر:
Kushner and Solomon, Wrestling Zion, 18.
[7] -Rejwan, Israel in Search of Identity, 7
اتّبع العديد من الصهاينة -بدءًا من تيودور هرتزل- هذا الأسلوب، محاولين التأثير على العرب أو العثمانيين بالحديث اللطيف عن الفوائد التي لا تقدر بثمن التي ستجلبها لهم الصهيونية إذا سلّموا فلسطين للاحتلال اليهودي. هذا هو الأسلوب الذي يتّبعه البالغون تجاه الأطفال عند محاولة إقناعهم بمقايضة خاسرة أو فرضها عليهم، وخير مثال على هذا الأسلوب الساذج ظاهريًا هو الذي قدمه إسحاق إبشتاين، فعلى الرغم من أنه يدرك مخاطر انتهاك حقوق الفلسطينيين، إلا أنه كتب "يستطيع هذان الشخصان -العبري والعربي- أن يعوضا نقص بعضهما البعض؛ لأن ما يمكن أن نعطيه للعرب لا يمكنهم الحصول عليه من أي شعب آخر. إن كل أمة تأتي إلى سوريا تحت ستار المنقذ الاقتصادي ستسعى للغزو، والإخضاع، والاستبداد، وهذا ليس ما نسعى إليه؛ نحن شعب بلا جيش وبدون سفن حربية، نحن أبرياء، ليس لدينا هاجس التفكير في القهر وتفكيك الهوية الوطنية لجيراننا؛ وبقلب نقي، نأتي للاستقرار بينهم من أجل تحسين وضعهم من جميع النواحي". وفي أواخر عام 1930 -بعد الثورة العربية عام 1929- كان بإمكان ألبرت أينشتاين أن يكتب: "أنا مقتنع بأن تفاني الشعب اليهودي وإخلاصه لفلسطين سيعود بالنفع على جميع سكان البلاد، ليس فقط ماديًا، ولكن أيضًا ثقافيًّا ووطنيًّا":
Shatz, Prophets Outcast, 48, 62.
[8] -Rejwan, Israel in Search of Identity, 14–20.
[9] -Rodinson, Israel, 54.
[10] -Shlaim, The Iron Wall, 13.
[11] -في عام 2005، أجلت إسرائيل المستوطنين اليهود من غزة، وواصلت مراقبة حدودها وشواطئها بالتعاون مع مصر، مما أدى إلى تضييق الخناق على سكان غزة.
[12] -Rejwan, Israel in Search of Identity, 11.